الأحد، 3 أغسطس 2008

الحوار مع القردة والخنازير: فاقد الشيء لا يعطيه - نضال نعيسة

نازعتني النفس الشريرة في أن أكتب أو لا أكتب عن حوار الأديان، لعلمي اليقين بأنه حوار عبثي لن يكتب له النجاح، طالما أن الأديان لم تكن متصالحة ولا متسامحة فيما بينها تاريخياً، ومعظم الحروب الكبرى في التاريخ، وبمجانينها المعروفين الذين كانت تنهش عقولهم الأساطير الدينية، كانت ذات خلفية أسطورية ودينية لاهوتية، وطالما أن النصوص المقدسة لا تسمح لأحد بتحويرها أو التلاعب بها، والكل يعلم ما تضمره هذه الأديان "المتحاورة" بعضها لبعض. الأديان، افتراضياً، يجب ألا تتحاور لأنها في نسق قدسي واحد من عند الله الذي أنزلها بتلك البنية المعرفية على عباده الضالين ليهديهم إلى طريق الحق وجادة الصواب ويدخلوا بعدها الجنة حيث الحور العين والغلمان المخلدون. ومن يدعو إلى حوارات للأديان، والتآلف فيما بينها فهو يتعدى على صلاحيات ومهمات ليست من اختصاصه على الإطلاق، بل هي من صلب وظيفة من هو في السماء، لأنه هو ولحكمة ما، قدمها على هذه الصورة والتركيبة. فلا أعتقد أنه يوجد هناك اليوم من يتجرأ ويدّعي بأنه الوصي والقيم على أي دين من الأديان لا في مكة، ولا في هيكل سليمان، ولا حتى في الفاتيكان، فالأديان، والإيديولوجيات الدينية بشكل عام، هي ملك مشاع يقتنيه كل من يشاء شريطة أن يؤمن ويسلم دون نقاش بأساطير السماء. فترى أمريكياً يعتنق البوذية، ومسيحياً يصبح مسلماً، ومسلماً يصبح نصرانياً، ولا دينياً قد يصبح متشدداً دينياً، وكله مقدّر ومعروف وموجود في اللوح المحفوظ

ليست هناك تعليقات:

Powered By Blogger